اسم الکتاب : الفواتح الإلهية والمفاتح الغيبية المؤلف : النخجواني، نعمة الله الجزء : 1 صفحة : 243
أُنْزِلَ إِلَيْكَ يا هادي المضلين تقوية لك وترويجا لما أمرت به فَلا يَكُنْ فِي صَدْرِكَ حَرَجٌ ضيق وتعب حاصل مِنْهُ اى من نشره وتبليغه مخافة الأعداء بل انما انزل إليك لِتُنْذِرَ بِهِ اى بانذاراته وتخويفاته من ضل عن طريق الحق واعرض عنه جهلا وعنادا وَتذكر بمواعيده وتبشيراته من وفقه بتذكر الموطن الأصلي والمنزل الحقيقي إذ هو ذِكْرى وتذكرة نافعة لِلْمُؤْمِنِينَ الموقنين بوحدة الحق المتوجهين نحوه بالعزيمة الصحيحة
اتَّبِعُوا ايها المؤمنون المتوجهون نحو توحيد الذات عموم ما أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ على لسان نبيكم وَلا تَتَّبِعُوا سيما بعد بعثته ودعوته مِنْ دُونِهِ سبحانه أَوْلِياءَ توالونهم وتراجعون إليهم في الوقائع والخطوب من الجن والانس إذ هو صلّى الله عليه وسلّم خاتم النبوة فعليكم ان تتبعوه صلّى الله عليه وسلّم كافة وان كان قَلِيلًا ما تَذَكَّرُونَ اى شر ذمة قليلة منكم تتعظون بعظته وتذكيره لميلكم الى اهوية نفوسكم من الجاه والمال والرياسة المستلزمة للتفوق على الأقران
وَعليكم ان لا تغتروا بها بل تذكروا كَمْ مِنْ قَرْيَةٍ اى كثيرا من اهل قرية ذوى بطر وثروة أَهْلَكْناها بانزال قهرنا إليها حين استحقوا الهلاك بسبب كفرهم وظلمهم فَجاءَها بَأْسُنا غضبنا وقهرنا عليها بَياتاً حال كونهم راقدين في مضاجعهم ليلا رقود البطر والغفلة أَوْ هُمْ قائِلُونَ مستريحون وقت الضحوة الكبرى تنعما وحضورا
فَما كانَ دَعْواهُمْ اى دعاؤهم وتضرعهم حين إِذْ جاءَهُمْ بَأْسُنا وظهر عليهم آثار قهرنا إِلَّا أَنْ قالُوا متضرعين مقرين معترفين إِنَّا كُنَّا ظالِمِينَ وبعد ما اعترفوا بظلمهم ملحنين لا نبالى باعترافهم وإقرارهم
بل فَلَنَسْئَلَنَّ اى لنستكشفن ونظهرن في النشأة الاخرى أحوالهم التي كانوا عليها في النشأة الاولى أولا من الَّذِينَ أُرْسِلَ إِلَيْهِمْ ما فعلوا برسلهم حين دعوتهم الى اطاعتنا وانقيادنا وَبعد ما ظهر منهم ما ظهر لَنَسْئَلَنَّ ثانيا عن أحوالهم من الْمُرْسَلِينَ المبلغين لهم أوامرنا ونواهينا عن قبولهم وتكذيبهم وتصديقهم وبعد ما ظهر ايضا منهم ما ظهر
فَلَنَقُصَّنَّ عَلَيْهِمْ جميع أحوالهم وأعمالهم التي صدرت عنهم على التفصيل بِعِلْمٍ لا يعزب عنه شيء من صنائعهم وَكيف يخرج عن حيطة حضرة علمنا شيء من أعمالهم إذ ما كُنَّا غائِبِينَ عنهم بحال من الأحوال بل قد كنا حاضرين معهم شاهدين بعموم أحوالهم وأعمالهم مطلعين عليها بعد الكشف والسؤال على التفصيل
وَالْوَزْنُ الموضوع لانتقاد اعمال العباد يَوْمَئِذٍ اى وقت كشف السرائر وانكشاف الحجب الْحَقُّ اى الثابت المحقق لئلا يبقى للعصاة مجادلة مع الله فَمَنْ ثَقُلَتْ مَوازِينُهُ بكثرة الطاعات ووفور الخيرات والمبرات فَأُولئِكَ السعداء المبرورون هُمُ الْمُفْلِحُونَ الفائزون بالمثوبة العظمى والمرتبة العليا
وَمَنْ خَفَّتْ مَوازِينُهُ بقلة الطاعات وكثرة المعاصي فَأُولئِكَ الأشقياء المردودون هم الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ وما ربحوا لها في الابتلاء بِما كانُوا اى بشؤم ما كانوا بِآياتِنا الدالة على توحيدنا يَظْلِمُونَ ويكذبونها ظلما وعدوانا
وَمن كمال لطفنا وجودنا إياكم يا بنى آدم انا لَقَدْ مَكَّنَّاكُمْ فِي مستقر الْأَرْضِ وَجَعَلْنا لَكُمْ فِيها مَعايِشَ من الملايمات كي تعيشوا بها مترفهين متنعمين شاكرين لنعمنا صارفين عموم ما وهبنا لكم الى ما خلقناه لأجله ومع ذلك الفضل العظيم واللطف العميم قَلِيلًا ما اى في غاية القلة منكم تَشْكُرُونَ نعمنا بل تكفرون أكثرها وتصرفونها الى مقتضيات اهويتكم الفاسدة وآرائكم الباطلة
وَمن عموم جودنا وكرمنا معكم لَقَدْ
اسم الکتاب : الفواتح الإلهية والمفاتح الغيبية المؤلف : النخجواني، نعمة الله الجزء : 1 صفحة : 243